حقق الدولار الأمريكي أول مكاسب أسبوعية له منذ منتصف مارس، مدعومًا بإشارات إيجابية من الصين نحو تخفيف التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من استمرار حالة الغموض، يرى المحللون مؤشرات أولية على تهدئة النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

تهدئة الحرب التجارية تدفع الدولار الأمريكي للارتفاع

في سياق متصل، اتجه الدولار الأمريكي نحو تسجيل أول مكسب أسبوعي له منذ منتصف مارس، بدعم من الإعفاءات الجمركية التي منحتها الصين على واردات أمريكية.
وقد أثار هذا الإجراء آمالًا واسعة بأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تقترب من نهايتها، وفقاً لما أوردته صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز".

في الوقت ذاته، تعرض الدولار لضغوط قوية خلال الآونة الأخيرة نتيجة الإشارات المتضاربة بشأن تحسن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.
من جانبه، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن المحادثات المباشرة مع الصين جارية، معبّرًا عن تفاؤله بتهدئة النزاع.

ووفقًا لتقارير الشركات، منحت الصين إعفاءات جمركية بنسبة 125% على بعض المنتجات الأمريكية، مطالبة الشركات بتحديد السلع المؤهلة لهذه الإعفاءات.
وفي مقابلة مع مجلة "تايم"، أكد ترامب أن الرئيس الصيني شي جين بينج تواصل معه مباشرة، رغم استمرار بكين في التشكيك بتوصيف الولايات المتحدة لهذه المحادثات.

الدولار الأمريكي يحقق أول مكاسب أسبوعية منذ مارس

في ضوء هذه التطورات، سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.07% أمام سلة من العملات العالمية، ليحقق بذلك أول مكسب أسبوعي منذ منتصف مارس.
وبحسب فيونا سينكوتا، خبيرة استراتيجيات السوق لدى "سيتي إندكس"، فإن الأوضاع لا تزال غامضة، لكنها تشير إلى أن التصعيد التجاري قد توقف إلى حد كبير، مع وجود مؤشرات أولية على تهدئة الأوضاع.

مع ذلك، وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، لم يتضح بعد ما إذا كانت الإعفاءات الجمركية كافية لعكس تدفقات المستثمرين الخارجة من الدولار الأمريكي، الذي تراجع بنسبة 4% منذ إعلان ترامب عن تعريفات "يوم التحرير".

وتابعت سينكوتا: "شهدنا بعض التراجع من مناطق ذروة البيع، لكن من المبكر إعلان تعافٍ حقيقي للدولار في المرحلة الحالية".

ارتفاع الدولار الأمريكي وسط تراجع الملاذات الآمنة

في السياق نفسه، ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.67% مقابل الين الياباني ليصل إلى 143.555 ين، كما زاد بنسبة 0.09% مقابل الفرنك السويسري إلى 0.827 فرنك سويسري.

على الجانب الآخر، تراجع اليورو بنسبة 0.11% إلى 1.1377 دولار، وهبط الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3325 دولار، رغم تسجيل مبيعات التجزئة في بريطانيا أرقاماً قوية خلال الفترة الأخيرة.

كيف أثرت تصريحات ترامب على تحركات الدولار الأمريكي؟

من جهة أخرى، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا مقابل العملات الرئيسية بعد تهديدات ترامب بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بسبب بطء وتيرة خفض أسعار الفائدة.

ومع ذلك، عاود الدولار الارتفاع مرة أخرى بعد تصريحات ترامب بأنه لا يعتزم فعلياً استبدال رئيس البنك المركزي، مما خفف مخاوف الأسواق بشأن الاستقرار النقدي في الولايات المتحدة.

مفاوضات تجارية بين أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان.. ماذا يحدث؟

على صعيد آخر، أحرزت الولايات المتحدة تقدمًا في المحادثات التجارية المبكرة مع كل من كوريا الجنوبية واليابان، وفق تصريحات رسمية من الجانبين.

وأكد وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو، عقب لقائه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أن قضايا العملة لم تُناقش خلال الاجتماع، رغم اتهامات إدارة ترامب السابقة لطوكيو بالتلاعب بسعر عملتها لدعم صادراتها.

ومن المتوقع أن يجري كبير المفاوضين اليابانيين ريوسي أكازاوا جولة ثانية من المحادثات مع بيسنت خلال الأسبوع الجاري، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

هل تخفيف الرسوم كافٍ لدعم النمو الاقتصادي العالمي؟

بالرغم من الأنباء الإيجابية حول تخفيف الرسوم الجمركية، حذر ديريك هالبيني، الخبير الاستراتيجي في "إم يو إف جي"، من أن هذا الإجراء لا يعني بالضرورة تحسنًا فوريًا للنمو الاقتصادي الأمريكي.

وأضاف هالبيني أن مستويات التقلب ستظل مرتفعة، متوقعاً استمرار الضغوط على أسواق الأسهم، مما قد يُضعف فرص تحقيق انتعاش مستدام للدولار أمام الين الياباني.

بنك اليابان يراقب تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد

وفي تطور ذي صلة، أكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا التزام البنك بمراقبة مستويات التضخم الأساسية بدقة، مع الاستعداد لرفع أسعار الفائدة إذا اقترب التضخم من تحقيق هدف 2%.

وأشار أويدا إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي في اليابان، مشدداً على أن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقرر انتهاؤه في الأول من مايو.