تحتفل الكنيسة الغربية في مصر ممثلة في الطوائف اللاتينية والمارونية والبيزنطية، بعدة مناسبات هامة أبرزها، أحد تقديس البيعة، وتذكار القدّيس مرتينُس دي بورس، الراهب الذي ولد من اب اسباني وأم زنجية في ليما في البيرو عام 1579. تعلم الطب ولما صار راهباً في الرهبنة الدومنيكانية مارسه في خدمة الفقراء. عاش حياة تقشف وتواضع وتميز بتكريمه للقربان الأقدس. توفي عام 1639.
وأيضا ذكرى القدّيسين الشهداء أكبسيما ويوسف وأيثالا، حيث استشهد القديسون الثلاثة في عهد الملك سابور، في بلاد فارس: الشهيد اكبسيما سنة 378، والقديسان يوسف وايثالا سنة 379، وايضا تدشين هيكل القدّيس جاورجيوس في اللّد، أي وضع جسده المقدّس فيه، وذلك في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي:
كما أنّ الله "خلق الإنسان على صورته ومثاله" ، كذلك أمرَ بمحبّة للإنسان على صورة المحبّة الناتجة عن ألوهيّته ومثالها: إذ قال: "أحبِبْ الربّ إلهك من كلّ قلبك"؛ هذه هي الوصيّة الأولى والأعظم. لكنّ الوصيّة الثانية تشبهها تمامًا: "أحبِبْ قريبك كنفسك". لماذا نحبّ الله؟ قال القدّيس برنردُس: "سبب محبّتنا لله هو الله نفسه". كأنّه قال إنّنا نحبّ الله لأنّه الطيبة المطلقة واللامتناهية. لماذا نحبّ أنفسنا بالرأفة؟ لأنّنا بالتأكيد على "صورة الله ومثاله". ولأنّ جميع البشر يتمتّعون بهذه الكرامة نفسها، فإنّنا نحبّهم أيضًا كأنفسنا، أي بصفتهم الصور المقدّسة والحيّة للألوهيّة.
بهذه الصفة، دعا الله نفسه بسهولة أبانا وسمّانا أبناءه؛ بهذه الصفة، نستطيع أن نتّحد بجوهره الإلهي بواسطة غبطة طيبته المطلقة وسعادته؛ بهذه الصفة، نحصل على نعمته وتكون أرواحنا متّحدة بروحه القدّوس، "لِتَصيروا شُرَكاءَ الطَّبيعَةِ الإِلهِيَّة" هكذا إذًا تكون الرأفة ذاتها التي تنتج أعمال محبّة الله، هي التي تنتج أيضًا محبّة القريب. كما رأى يعقوب أنّ السلّم نفسه يلمس الأرض والسماء، وتستعله الملائكة للنزول كما للصعود، نحن نعلم أيضًا أنّ المحبّة الروحيّة نفسها تنتشر لتحبّ الله والقريب.
0 تعليق