"غالي".. الذهب - موقع الآن نيوز

الأسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"غالي الدهب غالي وضحكت عناقيده، فستان وإسوارة وعقد جديد والحلق الفضة ليوم العيد"، كلمات أغنية شهيرة تغنت بها أسطورة الغناء جارة القمر فيروز، نتذكرها دومًا كلما جاء الحديث عن الذهب وسرعان ما تجد ألسنتنا تردد بتلقائية "غالي الدهب غالي"، وللذهب حكايات كثيرة مع كل سيدة، وفتاة فهو يكاد يكون حلمًا لكل امرأة خاصة فى مجتمعنا، الذى توارثت فيه النساء حب اقتنائه، فهو "الصيغة، أو المصاغ" كما يطلقون عليه باللهجة الشعبية، هذا الحب للمشغولات الذهبية يبدو أننا توارثناه من أجدادنا الفراعنة الذين كانوا يدفنون مقتنياتهم منه مع التابوت، ولنا فى مقبرة توت عنخ آمون خير دليل، فعندما تتجول فى المكان المخصص لمقتنيات مقبرة الملك الفرعوني فى المتحف المصري، لا بد وأن تندهش من كمية المشغولات التى وجدت مع التابوت، وتندهش أيضًا من ذلك الإتقان فى صناعة القطع الذهبية منذ زمن بعيد.

ولاحظت عند زيارتي للمتحف المصري الكبير بعد افتتاحه تجريبيًا، كمية المشغولات الذهبية والتى كانت تتحلى بها ملكات وأميرات العصر الفرعوني، ناهيك بالطبع عن قطع الأثاث المرصعة بالذهب، كما شاهدت فى عرض مقتنيات والدة الملك خوفو وغيرها.

الحديث عن الذهب يبدو أنه أصبح حديثًا ضروريًا خاصة مع القفزة الكبيرة التى حققها سعر جرام الذهب خلال الأيام الأخيرة، وبعد أن وصل سعر الجرام عيار 21 وهو الأكثر شيوعًا واستخداما فى مشغولات الزينة إلى خمسة آلاف جنيه قبل أن يهبط عن ذلك قليلاً فى الأيام الأخيرة بمقدار ثلاثين جنيهًا فقط، وسجل سعر الجنيه الذهب 38 ألفًا و320 جنيهًا للشراء، مقابل 38 ألفًا و300 جنيه للبيع، حسب آخر التقديرات.

لماذا ارتفعت أسعار الذهب بهذا الشكل المبالغ فيه، الإجابة جاءت على لسان إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، والذى أكد أن الأسواق العالمية كانت تترقب السياسات المالية والاقتصادية مع تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الحكم، الأمر الذي أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في الأسواق.

وأضاف أن البنوك المركزية العالمية لجأت إلى تعزيز احتياطاتها من خام الذهب تحسبًا لأي تراجع محتمل في قيمة الدولار، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على المعدن الأصفر عالميًا، وأشار إلى أن تراجع الدولار أمام العملات الكبرى يشعل أسعار الذهب عالميًا، وأن المعدن الأصفر يصعد ويهبط بشكل لحظي.

الذهب من هذا المنطلق أصبح ملاذًا آمنًا لاستثمار والادخار، ولذلك، وعلى مستوى الأفراد تجد أن محال الذهب لا تخلو من الزبائن وتندهش وتتساءل عمن يشتري الذهب بهذا السعر، وعندما تكتشف أن كثيرًا من أصحاب المدخرات وحتى البسيطة منها، قاموا بتحويلها الى سبائك ذهبية بدلاً من الاستثمار فى البنوك.

المشكلة الأكبر فى أسعار الذهب هى أنه أصبح يشكل عائقًا كبيرًا فى أى مشروع زواج، فالمشغولات الذهبية شيء أساسي خلال الاتفاق على أمر الزواج، ومع هذا الارتفاع الجنوني فى أسعاره، تصبح العشرين جرامًا فقط وهى أقل وزن لشبكة بسيطة مكونة من دبلة للعروس وخاتم يتجاوز سعرها مع إضافة الدمغة والمصنعية مائة ألف جنيه وهو مبلغ كبير لشاب فى مقتبل عمره، فهل تتنازل العروس عن هذه القطع البسيطة حتى، وهل يتنازل أهل العروس عن شراء الشبكة، التى كانت لا تقل عن مئة جرام بأى حال؟

أسئلة يجب أن نبحث لها عن إجابات وأن نراجع عاداتنا، وأن نيسر على شبابنا وعلى أسرهم، فالبيوت تبني على السكن والمودة والرحمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق