قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن اقتصاد بلاده يمر حاليًا بما وصفه بـ"مرحلة انتقالية" وأنه من الوارد حدوث ركود اقتصادي، مؤكدًا أن الأداء الاقتصادي سيكون في نهاية المطاف "رائعًا".
وخلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز"، لم يستبعد ترامب إمكانية حدوث ركود اقتصادي في الأجل القصير، لكنه قلل من تداعيات ذلك بقوله: "من المحتمل حدوث أي شيء... لكنني أعتقد أننا سنحظى بأعظم اقتصاد في التاريخ".
تصريحات ترامب جاءت في وقت تتزايد فيه التحذيرات من ركود اقتصادي وشيك على المستوى العالمي، حيث أفاد استطلاع لوكالة "رويترز" بأن أغلبية من خبراء الاقتصاد يتوقعون ارتفاع احتمالات حدوث ركود عالمي خلال عام 2025، في ظل تداعيات سياسات الحماية التجارية التي تتبناها واشنطن.
وأشار الاستطلاع الذي شمل محللين اقتصاديين من نحو 50 دولة، إلى أن العديد من الخبراء يرون في الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع ثقة الأعمال عالميًا، وهو ما يُنذر بمخاطر حقيقية على حركة الاستثمار والنمو.
ورغم أنه قبل ثلاثة أشهر فقط، كانت التوقعات تشير إلى نمو اقتصادي عالمي قوي ومستقر، إلا أن السياسات التجارية الصارمة، خاصة تلك المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية على الواردات، قد أدت إلى صدمات متتالية في الأسواق المالية. وأسفرت هذه التوترات عن خسائر بمليارات الدولارات في قيمة الأسهم، إضافة إلى تقويض ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية، بما في ذلك الدولار.
وكان ترامب قد فرض رسومًا شاملة بنسبة 10% على مختلف الشركاء التجاريين، فيما بلغت الرسوم المفروضة على الصين — أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة — نحو 145%، رغم إعلانه عن تأجيل تنفيذ بعض هذه الرسوم لفترة مؤقتة. ومع أن هذا التأجيل هدّأ الأسواق جزئيًا، إلا أن استمرار فرض الرسوم المرتفعة ألقى بظلاله على توقعات النمو.
وتوقع نحو 75% من الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع أن يتباطأ النمو العالمي في عام 2025، لتتراجع التقديرات إلى 2.7% بدلًا من 3% كما جاء في استطلاع سابق نُشر في يناير. أما صندوق النقد الدولي، فقد كانت تقديراته أكثر تفاؤلًا بقليل، إذ توقع أن يبلغ معدل النمو 2.8%.
0 تعليق