كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية السابق، عن وصية نبوية جامعة يمكن أن يعتمدها المسلم كبرنامج يومي لحياته، تقوده للفوز بالجنة ونيل رضا الله عز وجل.
وقال علي جمعة إن من أعظم ما أوصى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء في الحديث الشريف: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن». مشيرًا إلى أن هذه الكلمات الثلاث تُعد منهاجًا متكاملًا، يجمع بين التقوى والإحسان والأخلاق الطيبة، وتصلح لأن تكون شعارًا دائمًا للمؤمن في كل وقت ومكان.
وأوضح جمعة أن معنى "اتق الله حيثما كنت" يتجسد في تعريف الإمام علي بن أبي طالب للتقوى، وهي: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل. وهي أربع ركائز تبني العلاقة بين العبد وربه على أساس الرحمة والحب، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾، مؤكدًا أن هذه العلاقة تبدأ من أول كلمة في القرآن الكريم: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
وأشار إلى أن أسماء الله الحسنى تتنوع بين الجلال والجمال والكمال، لكن الله سبحانه اختار أن يبدأ كتابه باسمي "الرحمن الرحيم"، ليؤكد أن الحب هو جوهر العلاقة بين العبد وربه، وأن هذا الحب يجب أن يتجذر في قلب المؤمن.
وتابع علي جمعة قائلًا إن الله لم يُشرف العبد إلا بعد أن كلّفه، وأن التكليف هو في حقيقته تشريف، فالاثنان وجهان لعملة واحدة، مضيفًا أن كل أمر إلهي هو دليل على عناية الله بالإنسان وتشريفه له.
وأردف: "الرضا بالقليل" يجعل الإنسان مطمئنًا وراضيًا عن قضاء الله، ومن رضي فاز برضوان الله ونزلت عليه رحماته، كما يُؤيَّد بمدد من الله ونور في قلبه وغفران لذنبه.
وشدد الدكتور علي جمعة بضرورة التأكيد على أن "الاستعداد ليوم الرحيل" هو التذكرة الدائمة التي تدفع المسلم لتجنب المعاصي، والرجوع إلى طريق الطاعة والاستقامة، تذكير يُعيده إلى الله تعالى، فيخرج من الطرق المظلمة إلى نور الهداية، ويستعد للقاء الله بقلب نقي وسلوك مستقيم.
وأكد أن التقوى خير كلها، وأن الله سبحانه وتعالى علمنا كيف نتعامل مع الدنيا باعتبارها دار اختبار، لنعود إليه ونحن مطمئنون وقد حققنا الغاية من وجودنا: عبادة الله، وتزكية النفس، وعمارة الأرض.
0 تعليق