قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، عبر منشور جديد على فيس بوك، إن هناك سقفا للفهم الصحيح ينبغي ألا يُتجاوَز، وهو يشتمل على خمسة حدود لا بد من معرفتها والالتزام بها في مطالعة التراث:
حدود الفهم الصحيح
1 – "اللغة العربية"، التي هي وعاء المنطق العربي المتصل بالفطرة الإسلامية.
2 – "الإجماع"، الذي ينبغي على الساعي إلى الفهم ألا يخرقه أو يتجاهله.
3 – "المقاصد الكلية للشريعة"، من حفظ الدين، والنفس، والعِرض (أو النسل)، والعقل، والمال.
4 – "النموذج المعرفي"، وهو ما نُسمِّيه العقيدة أو الرؤية الكلية.
5 – "القواعد الفقهية أو المبادئ العامة للشريعة"، من قبيل: لا ضرر ولا ضرار، ولا تزر وازرة وزر أخرى ... إلخ.
ولفت إلى أنه لا بد من مراعاة ذلك كلّه حتى نُخرِج عقلياتٍ من أمثال ابن مقلة، وابن الهيثم، والبيروني، وابن خلدون، وابن رشد، وغيرهم.
أهم ما يعنينا استخلاصه من التراث
واكد أن أهمَّ ما يعنينا استخلاصه من هذا التراث هو «المناهج» وطرائق التفكير: "كيف كانوا يُعمِلون عقولهم في واقعهم؟" ولا يعنينا بالضرورة «الموضوعات» أو الجزئيات التفصيلية التي كانوا يفكرون فيها.
وتابع: سأجد أنني أبحث في المصادر، وطرق البحث وأدواته، وآليات الاحتجاج والاستدلال، وفي شروط الباحث ... تلك الأمور التي أخذها روجر بيكون وجعلها أصولًا للمنهج العلمي الحديث، وهي لا تتجاوز تعريفات الرازي والبيضاوي لعلم أصول الفقه.
وأضاف: أن من يُطالِع هذا التراث الكنز اليوم، سوف يُفاجَأ بمنهجٍ ضخمٍ وأسئلةٍ جوهرية، ربما لا إجابة عنها إلا في هذا التراث نفسه.
المنهج الأزهرى القويم
وأشار إلى أن مطالعة هذا التراث هي أصل المنهج الأزهري القويم، الذي يجب أن يكون الإطار العام لكل من أراد أن يسلك طريق العلم والتفقه.
0 تعليق