في ظل تعثر المساعي السياسية والمفاوضات الجارية بشأن قطاع غزة، ومع تزايد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، خرج رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بكلمة مسجلة مساء الأحد، تناول فيها مستجدات الحرب على قطاع غزة، والخطط المستقبلية التي تعتزم تل أبيب تنفيذها، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الموجهة لأداء حكومته خلال الحرب المستمرة.
تفاصيل الخطة العسكرية المقبلة في غزة
وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي اللبناني، عبداللة نعمة، إنه كان واضحا أن نتنياهووجيش الاحتلال سيقوم بعملية كبيرة في غزة والضفة ،للقضاء على حماس بضوء أخضر امريكي بعدما تعثرت كل المفاوضات لتسليم سلاح حماس، لتسلم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس زمام الأمور.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "ولذلك إسرائيل ستقوم بشن حرب كبيرة بحجة القضاء على حماس وهذا قبل وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب للسعودية في زيارته في منتصف الشهر الجاري ،كما أن دونالد ترامب يريد من نتنياهو عدم التدخل في سوريا أكثر خاصة بعد ما أصبح التوتر قائم بين تركيا وإسرائيل نتيجة التدخل السافر في سوريا في الآونة الأخيرة لتتجه الأمور إلى الاستقرار وعدم ازدياد الصراعات في المنطقة".
وأشار نعمة: " وخاصة أن الولايات المتحدة أعطت ملف سوريا لتركيا وملف لبنان للسعودية، كما أن هذه الصراعات اثبتت أن هناك خلاف بين مشروع الأمريكي في المنطقة والمشروع الاسرائيلي، كما أن هناك ضغوطات في الداخل الاسرائيلي على نتنياهو مما يجعل موقفه ومستقبله السياسي على المحك ،لذلك يريد استمرار الحرب وأكبر دليل هو تدخله السافر في سوريا الذي لا توافقه عليه الإدارة الأمريكية وتهديده المستمر بضرب المفاعل النووي الإيراني".
وتابع: " رغم أن هناك تجري مفاوضات بين أمريكا وايران ،وقد صرح دونالد ترامب عدة مرات أنه لا يريد أن يقوم بضرب إيران الآن ويجب أن تأخذ إيران فرصة في المفاوضات لإنهاء الأمر بالتفاهم معها ".
واختتم: "وزير خارجية إيران صرح أن الحرب لا تنهي المشكلة بالملف النووي والصرعات في المنطقة ومن الواضح أن نتنياهو أيضا سيقوم بشن غارات على اليمن بعد سقوط صاروخ من اليمنفي مطار بونجوريون امس استمرار الحرب بالنسبة لنتنياهو هو الحل الوحيد لبقاء بالسلطة".
ومن جانبه، أعلن نتنياهو أن حكومته بصدد تنفيذ خطة لحسم الحرب في غزة على مراحل، مؤكدا أن الكابينيت الأمني والسياسي عقد جلسة خاصة لمناقشة الخطوات التالية في إدارة المعركة، ولفت إلى أن الخطة الجديدة تتركز على هدفين رئيسيين، هما:
- إعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.
- القضاء على حركة حماس وإنهاء وجودها في غزة بشكل نهائي.
وفي هذا الإطار، شدد على أن "وجود حماس يجب أن ينتهي"، على حد قوله، في إشارة إلى أن الحرب لن تتوقف إلا بتحقيق ما وصفه بـ"نصر كامل ومطلق".
رد على الانتقادات الداخلية
وفي محاولة لاحتواء موجة الانتقادات الداخلية، رفض نتنياهو ما يقال عن تقاعس حكومته في ملف المحتجزين، مؤكدا أن "الضغط العسكري نجح وسينجح حتما" في إعادتهم، معتبرا أن الخيار العسكري هو السبيل الأمثل لتحقيق أهداف الحرب.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي مستعد بشكل كامل وجاهز لحسم المعركة، مشيرا إلى أن كل ما يُتخذ من قرارات يجري بتخطيط مدروس وعلى مراحل.
ادعاءات بضربات موجهة ضد "حماس" و"حزب الله"
وفي السياق نفسه، زعم نتنياهو أن قوات الاحتلال وجهت "ضربات قاتلة" لكل من حزب الله اللبناني وحركة حماس، مشيرا بشكل مثير للجدل إلى اغتيال عدد من قادتهم.
وادعى تنفيذ عمليات استهدفت:
- حسن نصر الله، أمين عام حزب الله.
- محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام.
- إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
- يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة.
وتعد هذه التصريحات، في حال صحتها، بمثابة تصعيد حاد في الخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي، ما قد يعكس توجهًا نحو مواجهة أكثر شراسة في الأيام المقبلة، رغم عدم صدور تأكيدات رسمية بشأن تلك الاغتيالات من مصادر محايدة حتى الآن.
والجدير بالذكر، أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تكشف بوضوح عن استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وتدل على أن تل أبيب ماضية في خيارها العسكري بعيدا عن المسارات الدبلوماسية، في ظل تعثر مفاوضات تبادل الأسرى وغياب التوافق الدولي بشأن الحلول النهائية للأزمة.
0 تعليق