عميد اللغة والإعلام: خطر الشائعات يأجج الخلافات ويهدد استقرار المجتمع ـ موقع الآن نيوز

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة جديدة تعكس حرص الدولة المصرية على حماية الرأي العام وتعزيز الأمن المجتمعي.. عقدت اللجنة الفنية الدائمة للتصدي للشائعات، التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أولى جلساتها الرسمية بعد إعادة تشكيلها بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 713 لسنة 2025. ترأس الجلسة الإعلامي عصام الأمير، وكيل المجلس، وسط أجواء حملت الكثير من الجدية والالتزام نحو مستقبل إعلامي أكثر وعيًا ودقة.

أولى جلسات اللجنة

ناقشت اللجنة، خلال جلستها الأولى، الخطط التنفيذية والرؤى المستقبلية لرصد الشائعات والتعامل معها محليًا ودوليًا. كما طرحت أهمية تطوير تشريعات قادرة على التصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة التي باتت تمثل خطرًا حقيقيًا على استقرار المجتمعات. وأكد الحضور على ضرورة تكامل الأدوار بين الإعلام، والجهات الرسمية، والمواطنين، لخلق منظومة متكاملة تحاصر الأكاذيب بالمعلومة الدقيقة والصادقة.

التصدي للشائعات ضرورة وطنية وتعليمية

من جانبها، شددت الدكتورة عبير رفقي، عميد كلية اللغة والإعلام، في تصريحاتها لـ"صدى البلد"، على أن مواجهة الشائعات لم تعد ترفًا بل باتت ضرورة لحماية الأمن القومي المصري. واعتبرت أن هذه المواجهة يجب أن تبدأ من المؤسسات التعليمية، عبر إدراج مواد دراسية تُعنى بكيفية التحقق من المعلومات ومكافحة التضليل، وخاصة في كليات الإعلام.

وأشارت رفقي إلى أن الشائعات تنتشر بسرعة هائلة بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، وتؤثر سلبًا على الاستقرار النفسي والاجتماعي والسياسي، خاصة في المجتمعات التي تفتقر إلى ثقافة التحقق من المعلومات. وأكدت أن الإعلام الحقيقي يجب أن يتحلى بالمسؤولية، وأن يقدم المعلومة المؤكدة بعد التحقق من مصدرها.

الإعلام... منبر للتفاهم أم سلاح للفرقة؟

الدكتورة رفقي لم تكتف بالتحذير من خطر الشائعات، بل ذهبت أبعد من ذلك، لتسلط الضوء على غياب التواصل الفعال بين الشعوب، والذي يؤدي إلى خلق فجوة معرفية تستغلها الشائعات لتأجيج الخلافات. ودعت إلى تبني مناهج جديدة في التعليم الإعلامي تركز على تعزيز التفاهم الدولي، باعتبار أن الإعلامي هو صوت وطنه للعالم، وعليه مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبرى.

كما أكدت أن الإعلام يجب أن يتحول إلى جسر للتواصل والتفاهم، لا أن يُستخدم كأداة لصناعة العداءات أو ترويج الصور النمطية، لافتة إلى أهمية ترسيخ خطاب إعلامي إنساني وواعي في مواجهة تحديات العصر.
 

493907456_1108060328_844_064624.jpg
الدكتورة عبير رفقي

مسؤولية الجميع في مواجهة سيل الأكاذيب

ما خرجت به الجلسة الأولى للجنة الدائمة لم يكن مجرد مناقشات نظرية، بل خارطة طريق لمرحلة جديدة من الوعي الإعلامي. ومع تحذيرات الخبراء، وعلى رأسهم د. عبير رفقي، بات واضحًا أن التصدي للشائعات مسؤولية جماعية، تبدأ من التعليم والإعلام، ولا تنتهي عند المواطن العادي. في زمن تتحرك فيه الأكاذيب بسرعة الضوء، تبقى الحقيقة بحاجة إلى جنود أوفياء، يحملونها بعقول واعية وأقلام صادقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق