تحدثت خلال المقالة قبل السابقة التي حملت عنوان من طرف خفي 50 حول علاقة تابوت العهد، بسيناء و إصرار بني صهيون على الإستحواذ عليها، و ذكرت مواصفات ذلك التابوت وفقا لسفر الخروج في التوراه، و تحدثت أيضا الروايات العديدة التي تزعم اماكن إختفاء التابوت .
اليوم استكمل حديثي حول تلك الروايات التي تزعم تحديد أماكن تابوت العهد .
رجح بعض علماء الآثار أنه أُخفي خلال حصار نبوخذ نصر لبابل قبل تدمير الهيكل الأول عام 587 ق.م ولا يمكن التنقيب في هذه المنطقة حاليًا بسبب التوترات السياسية والدينية.
و بعض الباحثين يعتقدون أن التابوت قد يكون مدفونًا في كهوف قمران، حيث تم العثور على مخطوطات البحر الميت، والتي تشير إلى كنوز مدفونة من الهيكل الأول، وبالرغم من العثور على تلك المخطوطات لم يتم العثور على أي دليل قاطع يفيد بوجود تابوت العهد حتى الآن.
هناك تكهنات أخرى تفيد بأن الفاتيكان يخفي التابوت في أرشيفه السري، لكن لم يتم تقديم أي دليل ملموس يدعم هذه النظرية.
نظرية أخرى تقول إن التابوت تم نقله إلى جنوب أفريقيا من قبل جماعة يهودية قديمة تُعرف باسم "ليبو"، والتي تدّعي أن لديها نسخة من التابوت في معبدها.
بعض الروايات تقول إن النبي إرميا أو الكهنة اليهود أخفوه في كهف سري لحمايته من البابليين، وربما يكون مدفونًا في مكان ما في الأردن أو الضفة الغربية، لذلك تسعى إسرائيل لفرض سكوتها على تلك الأراضي، كما هو الحال في سيناء .
وخلال الثمانينات ظهرت تجربة “الرؤية عن بُعد” التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) و المعروف من المهيمن عليها .
وفقا لوثائق مُسرَّبة خلال تلك الحقبة من القرن الماضي كُشفت أو زعمت، أن التجربة التي عُرفت باسم “Project Sun Streak” استخدمت “رؤية عن بعد” لمحاولة تحديد موقع التابوت. وقد صوّر واحد من المتخصصين مشهداً لصندوق مغطّى بالذهب والخشب محاطاً بكائنات تشبه الشِرَيان (كروبيم)، في غرفة تحت الأرض محروسة من قبل رجال يتحدثون العربية.
رغم إثارة هذا الادّعاء جدلاً واسعاً، أكد كبار المشاركين في البرنامج يدعى جو ماكمو نيغل أنه لم يُقدم أي دليل مادي للتثبت من صحة الرؤية، وأن التجربة كانت أقرب إلى تدريب داخلي منها إلى عملية بحث جديّة.
و ذلك ينسف ادعاء الدكتور بول وارنر بالاكتشاف تحت الهرم الأكبر في الجيزة، حيث أعلن الدكتور البريطاني بول وارنر، عالم الأنثروبولوجيا، في وقت سابق أنه حدد موقع كامنين مزدوجين خلف حجر مسدود في الممر الجنوبي للهرم الأكبر، ويعتقد أن التابوت مدفون فيه مع مقبرة يُزعم أنها لم تُفتش من قبل.
زعم أيضا خلال تصريحات إعلامية أنه أمدّ السلطات المصرية بصور وفيديوهات تدعم اكتشافه، وأنه تلقى موافقة أولية من المجلس الأعلى للآثار، لكنه واجه اعتراضات رسمية وفي مقدمتها انتقادات الدكتورزاهي حواس.
جاءت تصريحاته من أجل ممارسة نوع من الضغط على الدولة المصرية يقف خلفها بني صهيون، في إطار الحرب التي تمارس ضدنا
بالرغم من التركيز الإعلامي على وثائق الـCIA والاكتشافات المصرية، لا تزال القصة الإثيوبية حيّة، حيث يُقال إن تابوت العهد نُقل قديماً إلى أكسوم مع منليك الأول، وكواليس الكنيسة تُحافظ على سرّيته بحارسٍ وحيد لا يغادر المكان.
هذه النظرية، التي لم يظهر عليها أي دليل جديد ملموس حتى الان، تستند أساساً إلى الكتاب المقدس الإثيوبي (كِبْرَ نَغَسْت) وسجلات التقاليد الشفوية.
حتى هذه اللحظة، لم تظهر أي أدلّة أثرية قاطعة لإثبات أي من هذه النظريات، وبالتالي يظل تابوت العهد من أعظم الألغاز التاريخية التي تنتظر اكتشافها، بل مجرد مزاعم غير حقيقية يقف خلفها بني صهيون لأغراض أخرى، وما زال البحث عنه مستمرا .
0 تعليق