نادية صبرة تكتب: جهود الوساطة وفشل نتنياهو ـ موقع الآن نيوز

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى تطور لافت تم الإفراج عن الاسير الأمريكي الإسرائيلي (عيدان الكسندر) بعد مفاوضات مباشرة بين حركة حماس وواشنطن..هذه الخطوة تعكس عدة أبعاد سياسية ودبلوماسية تؤكد علي تغيرات في التوجهات الدولية وتكشف عن فشل الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو في تحرير الأسرى رغم الضغوط العسكرية التي مارستها إسرائيل على غزة علاوة على ذلك تسلط هذه الواقعة الضوء على دور الوسطاء فى هذه الأزمة وفى مقدمتهم مصر التي لعبت دورا محوريا في مسار المفاوضات بجانب جهود الولايات المتحدة وقطر كان لمصر دور كبير في المفاوضات التي أسفرت عن الإفراج عن الكسندر فمصر التي تحظي بعلاقات وثيقة مع حركة حماس في غزة تعد من أبرز اللاعبين الإقليمين الذين يتخذون من الدبلوماسية أداة لحل الازمات حيث تواصلت القاهره مع جميع الأطراف المعنية ولعبت دور الوسيط الذي يسهم في بناء الثقة مما ساعد في تسهيل التوصل إلى الاتفاق..هذا التحرك يعكس دور مصر فى تهدئة الأوضاع الإقليمية ويعزز مكانتها كقوة دبلوماسية فاعلة في القضايا الكبرى في الشرق الأوسط..

وعلى الرغم من الضغوط العسكرية الهائلة  فقد فشل نتنياهو وفريقه العسكري في تحقيق أهداف الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي سواء على صعيد تحرير الأسير الكسندر أو على صعيد العمليات العسكرية التي أسفرت عن إبادة جماعية على الأرض الفلسطينية ورغم استخدام القوة العسكرية الغاشمة لم يتمكن نتنياهو من إقناع حركة حماس بتسليم الأسير وهو ما يكشف عن محدودية القوة العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية كما يبرز هذا الفشل مدي ضعف سياسات الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الأزمات فى وقت كانت فيه الظروف الإقليمية والدولية تدفع باتجاه ايجاد حلول سلمية..ومع هذا الفشل تتضح بداية اختلاف الرؤية الأمريكية تجاه سياسة نتنياهو الفاشلة خاصة في سياق الحرب الأخيرة على غزة فقد حصل نتنياهو على وقت طويل من الدعم الأمريكي السخي جدا لتحقيق أهدافه المزعومة ولكن تلك الأهداف لم تتحقق بل وتسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية هذا الاختلاف يعكس تغيرا في المزاج الأمريكي الذي بدء يتجه نحو دعم سياسات أكثر توازنا وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات بدلاً من الاستمرار في سياسات القوة العسكرية التي لم تثمر عن نتائج إيجابية ولذا عرف الرئيس ترامب نفسه بأنه رجل سلام وصفقات وليس رجل حروب.

فى نهاية المطاف ومع التوصل إلى الاتفاق حول الإفراج عن الكسندر كان لافتاً أن الأسير نفسه رفض مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قرر أن يتوجه مباشرة إلى الدوحة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب..هذا الموقف يعكس بشكل غير مباشر فقدان الثقة في القيادة الإسرائيلية الحالية ويشير إلى تفضيل الأسير لقاء القادة الأمريكيين الذين كان لهم دور مؤثر فى المفاوضات كما حمل الكسندر أثناء نقله بالمروحية لافتة كتب عليها (شكرا الرئيس ترامب) وقد نشر البيت الأبيض الصورة على حسابه الرسمي أن هذا الرفض من جانب الأسير يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية فى ظل وجود نتنياهو وسياساته التي ربما تؤدي إلى تقويض بعض الدعم الأمريكي لإسرائيل على المدى الطويل خصوصا اذا استمر في رفض الحلول السياسية السلمية ورفض أي حديث عن حل الدولتين.

أخيرا تعد قصة الإفراج عن الاسير (عيدان الكسندر) بمثابة نقطة تحول في العديد من الملفات السياسية في المنطقة فمن خلال تحليل هذه الواقعة يمكننا أن نري تراجع قدرة الحكومة الإسرائيلية على تحقيق أهدافها العسكرية في ظل الدعم الأمريكي المشروط وتزايد دور الوساطات الإقليمية والدولية خاصه الدور المصري وفى الوقت ذاته تكشف عن بداية تباين في الرؤية بين واشنطن ونتنياهو مما قد يؤثر بشكل كبير على المستقبل السياسي للمنطقة..!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق