قصة حياة أقدم محفظة للقرآن بالمنيا .. الشيخة محاسن ـ موقع الآن نيوز

صدى البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعت إدارة شئون القرآن الكريم بالأزهر الشريف ببالغ الحزن والأسى وفاة الشيخة محاسن عبد الحميد مصطفى، محفظة القرآن الكريم بمحافظة المنيا مركز أبو قرقاص بعد عمر ناهز الثمانين عامًا فهي من مواليد عام ١٩٤٥م، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.

قصة حياة أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا 

بدأت الشيخة محاسن رحمها الله تعالى رحلتها مع القرآن الكريم في سن صغيرة فحفظت القرآن الكريم في سن الثانية عشر من عمرها كاملاً على يد شيخها فضيلة المرحوم الشيخ/ عبد الغني الحداد، وهو مكتب التحفيظ الوحيد الذي كان في القرية في هذا الوقت.

ثم قرأت الختمة المجودة على يد فضيلة الشيخ الأزهري/ عمر سطوحي -رحمه الله تعالى- ثم تقدمت للاختبار في الأزهر الشريف  وحصلت على ترخيص بفتح مكتب تحفيظ تابع للأزهر الشريف.

رحلة الشيخة محاسن فى حفظ القرآن الكريم 

وبدأت رحلتها في تحفيظ القرآن الكريم في العشرين من عمرها تقريبًا أي في ستينات القرن الماضي،  وكرست حياتها لكتاب الله عز وجل فلم تكن تمارس غير تحفيظ القرآن الكريم.
فتلاميذها اليوم بعضهم تجاوز عمره الستين.

فنحن أمام تجربة تعليمية وتربوية استمرت أكثر من نصف قرن من الزمن على غرار المدارس القديمة في تعليم القران الكريم.

أنشأت في بيتها الذي وهبته للقرآن الكريم مدرسة قرآنية تربوية تعليمية وحيدة في قرية أبي قرقاص البلد التي يربو تعداد سكانها على خمسة عشر ألف نسمة؛ وفتحت أبواب مدرستها القرآنية أمام أهل البلدة صغيرها وكبيرها ذكرها وأنثاها وذلك قبل ستين عامًا من يوم الناس هذا في وقت لم يكن يهتم أحد بتعلم كتاب الله في هذه المساحة من الأرض  ثم ذاع صيتها إلى القرى المجاورة التي كانت تتعطش إلى تعلم كتاب الله عز وجل ولا يجدون معينًا لهم على ذلك، فكانت أركان بيتها تلهج بالقرآن الكريم وتسمع دوي صوت المئات من التاليين لكتاب الله كلما مررت من أمام بيتها.

شخصية فريدة لم تكن سماتها الشخصية عادية على الإطلاق بل كل من تعامل معها يقف مبهورًا، أمام هذه الشخصية الفريدة من نوعها فأنت أمام امرأة كفيفة البصر قوية البأس عالية الهمة جمعت بين الهيبة والحرص والدقة الإدارية فكانت تدير هذا المكان بطريقتها التي رأت فيها تحقيق الأهداف التي تسعى إليها وهو تحفيظ الصغار القرآن الكريم في حزم ورحمة في آن واحد، ففي التحفيظ والتسميع صرامة في النظام المتواصل خلال أيام السنة كلها لا يتعطل هذا الدوي إلا في يوم جمعة أو إجازة رسمية فهي التي تتابع بنفسها كل واحد من المئات الذين يتوافدون عليها في كل يوم من مطلع الشمس إلى مغربها، كلمتها سارية من ذهب ادآليها لم يكن أمامه الا سبيلاً واحدًا للاستمرار وهو أن يحفظ القرآن الكريم.

إن غاب أحد طلابها تسأل عنه لماذا لم يأتِ، فإذا علمت أنه يريد أن يتقاعس أو يترك الحفظ والتلاوة ترسل إليه من يأتي به إليها ويكفي يسمع الطالب عبارة (الشيخه عاوزاك تروح لها).

فكان لها سلطة روحية على أولياء الأمور استمدتها من حرصها على خدمه كتاب الله عز وجل.

ولك أن تعجب أنها في نفس الوقت كان تقوم برعاية نفسها وتطهو الطعام بنفسها وتقوم على خدمة والدتها وتتواصل مع أقربائها
رحمها الله تعالى رحمة واسعة واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة وجعل القرآن الكريم شفيعا لها. 

%D9%85%D9%81%D8%AD%D8%B8%D8%A9_787_07011
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق