في منزل صغير بأحد شوارع مدينة طهطا الهادئة، وبين جدران يفترض أنها تحمل دفء الحياة الزوجية، دوّت صرخة لم تكن كسابقاتها. انتهت إلى صمتٍ ثقيل لا يُكسره سوى صوت خطوات رجال الشرطة، ودموع ابن يقف على أعتاب غرفة شهدت آخر لحظات والدته.
النيابة العامة بمدينة طهطا، قررت حبس عامل يبلغ من العمر 57 عامًا، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن وُجهت إليه تهمة قتل زوجته، إثر اعتداء عنيف بعصا خشبية داخل منزلهما.
خلافات أسرية تنتهي بجريمة
بسبب خلافات أسرية لم تهدأ يومًا، إلى أن تحولت إلى مأساة أغلقت باب الحياة على ربة منزل لم تحتمل ضربات القدر ولا ضربات الزوج.
وتعود أحداث هذه الواقعة المفجعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم شرطة طهطا، يُفيد بالعثور على جثة سيدة داخل منزلها بدائرة القسم، في ظروف تشير إلى وجود شبهة جنائية.
بالانتقال إلى مكان البلاغ، كانت الصورة أكثر إيلامًا مما تنقله الكلمات؛ جثمان السيدة "غنية ع. أ. ح"، 49 عامًا، ربة منزل، ملقى على جانبها الأيمن داخل غرفة النوم، ترتدي كامل ملابسها، وقد بدا على ملامحها أثر العنف الذي أنهى حياتها.
وكشفت المعاينة الأولية عن إصابتها بجرح تهتكي بفروة الرأس، نُقلت على أثره الجثة إلى مشرحة مستشفى طهطا العام، تحت تصرف النيابة العامة.
كان المشهد الأصعب حين وقف الابن، عمر، البالغ من العمر 25 عامًا، يتحدث بصوت متقطع، لا يزال يحاول استيعاب الكارثة، وهو يواجه الحقيقة القاسية بأن والده هو الجاني.
قال بمرارة: " والدي ضرب أمي بعصا خشبية… كان بينهما مشاكل كتير… بس عمرنا ما تخيلنا إنها هتنتهي كده".
تم القبض على الزوج المتهم، وبإرشاده، عُثر على الأداة المستخدمة في الجريمة، العصا الخشبية التي كانت وسيلته لإنهاء حياة من عاشرته سنين، وبمواجهته، لم ينكر بل أقرّ بجريمته، وكأن الصمت الذي خيّم على البيت قد تسرب إلى داخله.
تحرر محضر بالواقعة، وتم عرض المتهم على النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأصدرت قرارها بحبسه احتياطيًا.
في أحد أركان مشرحة المستشفى، يرقد جثمان "غنية"، بينما تبكيها جدران المنزل الذي تحول إلى مسرح لجريمة لم تكن لتحدث لولا قسوة الخلافات التي لم تجد عقلًا يُطفئ نارها، ولا قلبًا يُلين حدتها لتكون النتيجة:" أم تحت التراب، وأب خلف القضبان، وابن تائه بين الاثنين".
0 تعليق