فى حديثه عن القضايا التى أثرت فى ذاكرته طوال مشواره القضائى، قال المستشار عبدالستار إمام، رئيس محكمة جنايات القاهرة، رئيس نادى قضاة المنوفية السابق، إن قضية «الممرضة عايدة»، التى شغلت الرأى العام فى عام ٢٠٠٠، ستظل إحدى القضايا التى لا يمكن له أن ينساها حتى إن تفاصيلها ما زالت عالقة فى ذهنه حتى الآن.
وروى «إمام»، لـ«الدستور»، تفاصيل القضية التى تولاها عندما كان رئيس محكمة فى مدينة الإسكندرية، قائلًا: «تدور أحداث القضية حول ممرضة تُدعى عايدة، كانت تعمل فى مستشفى بالإسكندرية، حيث نشأت علاقة حب بينها وبين أحد الأطباء العاملين معها، وكانت الممرضة تحب الطبيب بشكل جنونى، ولم تكن تتخيل حياتها بدونه، لكن على الرغم من مشاعرها، رفض الطبيب الزواج منها بسبب وظيفتها كممرضة. وكان هذا الرفض بمثابة صدمة لها، ما دفعها إلى اتخاذ قرار انتقامى ضده».
وأوضح أن «عايدة»، فى محاولة منها للانتقام، بدأت فى حقن المرضى بأدوية قاتلة خلال «نوبتجية» الطبيب الذى كانت تعمل معه، ظنًا منها أنها ستتمكن من التأثير على مسيرته المهنية، وفى تلك الفترة، تلقت الأجهزة الأمنية بلاغات ضد الطبيب، وبدأت التحريات الأمنية حول الواقعة، حيث تم استدعاؤه والتحقيق معه أمام النيابة العامة.
وأشار المستشار إمام إلى أنه، وبفضل يقظة الأجهزة المختصة والتحريات التى جرت فى تلك القضية، تم كشف الجريمة وحل لغز وفاة المرضى، وألقى القبض على الممرضة «عايدة»، بعد التحقيقات ومناقشة المتهمة ومواجهتها بما أثبتته التحريات والمعلومات التى حصلت عليها الأجهزة الأمنية، والتى أظهرت دوافع الانتقام وراء تصرفاتها.
ولفت المستشار عبدالستار إمام إلى أنه، وبعد انتهاء التحقيقات واستيفاء الإجراءات القانونية، قررت النيابة العامة إحالة الممرضة «عايدة» للمحاكمة الجنائية العاجلة، والتى كانت برئاسته، وبعد عدة جلسات، شغلت حينها الرأى العام، تم الحكم على المتهمة بالإعدام، ليترك هذا الحكم علامة فارقة فى مسيرته.
ونوه بأنه، فيما بعد، تم تحويل القصة إلى مسلسل درامى، شارك فى بطولته الفنان يحيى الفخرانى، ليُعرض على شاشات التليفزيون ويجذب انتباه المشاهدين.
واختتم المستشار إمام حديثه قائلًا «تبقى هذه القضية فى ذاكرتى حتى الآن، حيث تحمل فى طياتها تفاصيل عن الانتقام والعاطفة المدمرة، وتعكس إحدى أصعب اللحظات التى مررت بها فى حياتى المهنية، فالقصة تجسد حقيقة أن العدالة لا تقتصر على الفصل فى القضايا فقط، بل على تحقيق الإنصاف والردع أيضًا».
يذكر أن محكمة النقض قررت نقض حكم الإعدام وقامت بتعديل وصف التهمة من قتل عمد وشروع فى قتل إلى جنحة وحكم عليها بـ١٠ سنوات.
0 تعليق