يشمت الزملكوية في الأهلي وهذا حقهم ، ويطلب صحافيون من جمهور الأهلي التوقف عن الكلام وهذا ليس حقهم ، ويسخر البعض من عبارة الأهلي نادي المباديء وبالفعل الأهلي ليس “يوتوبيا” لكن مع عودة محمد رمضان يعود صالح سليم .
أزمة جديدة في الأهلي مازالت توابعها مستمرة ومنها قلة الأدب في عبارة “كرهتني في الشهر الكريم ” هذه العبارة نشرها لاعب الأهلي إمام عاشور وبها إهانة بالغة للكابتن محمد رمضان المدير الرياضي بالنادي الأهلي الذي وقع على إمام عقوبة لتجاوزه في حق الفريق فما كان من اللاعب سوى أن تجاوز ثانية ! العبارة تعبر أيضا عن أخلاقيات واضحة لهذا اللاعب الذي لم يتجاوز فقط في حق المدير الرياضي الذي تخطى الستين من عمره ويحترمه الجميع ، بل حتى في قدسية شهر رمضان الكريم ، عبارة أغضبتني وأغضبت ملايين منهم حتى اللي ما لهمش فيها ، فقالوا كيف للاعب يقتدي به شباب كثر أن يكتب هذا الكلام وينشره !
هنا أجيب على هذا التساؤل وهو كيف لهؤلاء أن يكونوا قدوة !
للأسف غالبية اللاعبين لديهم قدر بسيط من التعلم ، والجهل هو السائد ، فجأة يتحول شاب صغير في بداية العشرينات من عمره الى مليونير تتسلط حوله الأضواء ويهرول اليه الجميع ليلتقط معه الصور وتستضيفه البرامج وكأنه فيلسوف حكيم !
البعض من هؤلاء اللاعبين لا يتحمل كل هذا فيفقد اتزانه وينحرف عن الصواب ويملأه الغرور وعندما يتمكن الكِبر منه يسقط سريعا والنماذج كثيرة وأهمها نموذج إبراهيم سعيد الذي كان ملء السمع والبصر قبل أكثر من 20 عاما حتى سلك طريقا هوى به سريعا ، ونذكر هنا كابتن صالح سليم رئيس النادي الأهلي حينها الذي استغنى عن إبراهيم وهو في أوج تألقه لأنه انحرف عن أخلاق ومباديء الأهلي ، وربما يكون مصير إمام نفس المصير إذا استمر في غِيه .
وهنا لا انسى جملة قالها مانويل جوزيه العظيم المدير الفني السابق القدير للأهلي حينما قال لعماد متعب عندما وجد به بعض الغرور ، جوزيه قال له ” يا ابني احنا بنلعب كورة يعني مجرد تسلية للناس !”
بما أننا وصلنا إلى نقطة الأخلاق والمباديء يجدر ذكر أصحابها هنا ومن أهمهم المدير الرياضي الحالي كابتن محمد رمضان أحد أعز الأصدقاء الذين تربطني بهم علاقة طيبة منذ أكثر من 16 سنة . كابتن رمضان الذي رفض لأكثر من 10 سنوات العودة للعمل في كرة القدم عاد فجأة وكأنه أُستدرج ، حيث بدأت عودته كعضو في لجنة الكرة وهو عمل بعيد عن الأضواء التي لا يحبها مع صديق عمره كابتن مختار مختار لكن فجأة لم يجد أمامه سوى أن يستجيب لنداء الواجب للنادي الأهلي الذي يعشقه فتولى مهام مدير الكرة للفريق مع جيل يضم كهربا وإمام عاشور !
أول من جاء بالكابتن محمد رمضان ليعمل مدير للكرة في الأهلي هو كابتن صالح سليم رحمه الله وكان رمضان وقتها شاب “يدوب ” اعتزل الكرة منذ شهور قليلة ، هل لكم أن تسألوا ماذا رأى الكابتن صالح في رمضان ليتولى منصب مهم كهذا في سنه الصغير ؟
أقول لكم ما لم ولن يقوله رمضان نفسه الذي حكى لي عن هذه الفترة ، الكابتن صالح رأى نفسه في محمد رمضان ، الشخصية القوية القيادية الصارمة التي لا تخشى في الحق لومة لائم ، هذا ليس كلامي وحدي بل إنها شهادة كل من عرف أو تعامل مع محمد رمضان . إن عودة رمضان للأهلي حاليا هي عودة صالح سليم نفسه رحمه الله في وقت حرج جدا ، والجميل أن كابتن محمود الخطيب وكل من في الأهلي حاليا يعرفون رمضان وقيمته ويعرفون أنه زاهد تماما في المنصب ويمكنه فورا أن يعتذر لو وجد ذرة من انحراف عما يؤمن به ويطبقه .
يشمت الزملكوية في النادي الأهلي بعد واقعة ” قلة الأدب ” التي أثارت الجدل والفبركات بعد تجاوز اللاعب إمام عاشور في حق الجميع ثم اعتذاره عما بدر منه . هذه الواقعة أثارت عندي الكثير من الأفكار والاعتراضات أبدأها بالصحافيين التابعين للنادي الأهلي الذين أرادوا ” الطرمخة “على الواقعة ومنهم من تحول إلى دكتاتور مستبد يهاجم الجمهور إذا تحدث وسخر أو أدان طرف ما ، ليذكروني بمقولة شهيرة ” مش عاوز كلام في الموضوع ده تاني ” .
من المفترض أن الصحافي “شغلته ” الكلام ونشر الأخبار ومناقشة الأفكار والقضايا بينما هؤلاء الصحافيون تحولوا إلى أبواق فقط تردد ما يقوله المسئولون في الأندية . من حق المسئولين في الأهلي أن يستمروا في سياساتهم الناجحة بالتكتم على المشاكل داخل النادي ومعالجتها دون الإفصاح عنها لكن الصحافي له دور آخر يقوم به ، فمهما كان انتماءك فمهنتك وضميرك الصحافي يحتم عليك أن تنشر الأخبار وتحافظ على حق الناس في المعرفة وتداول المعلومات .
سنعود إلى شماتة الزملكوية وهو أمر لطيف يعطي كرة القدم طرافة نحبها جميعا لكن الأهم أن نناقش الواقعة ونتائجها وما يمكن أن يتعلمه الشباب ويستفيد منه الأهلي أولا ثم جميع الأندية .
حدثت فبركة لعبارة ادعى البعض أن كابتن الأهلي محمد الشناوي قد كتبها وهي العبارة التي تعني أن الأهلي أخطأ باستقدام لاعبين مثل كهربا ثم كرر الخطأ باستقدام اللاعب إمام عاشور وهو من نفس النوعية والبضاعة الزملكوية ، هؤلاء لاعبون مثيرون للمشاكل وأخلاقهم لا تتناسب مع أخلاق النادي الأهلي . سألت العديد من الزملاء الصحفيين الذين يعملون داخل الأهلي وأكدوا لي أن الشناوي لم يكتب هذا الكلام ولا دخل له بما حدث مع أو من إمام عاشور .
ما حدث هو أن إمام غضب لأنه لم يلعب مباراة دوري أبطال إفريقيا أمام أسيك أبيدجان وذهب الى غرفة الملابس وتجاوز في حق الفريق وسب ولعن ، نعم سب وشتم وتجاوز كثيرا “كل النفي الذي جاء بأنه لم يشتم أكاذيب ” .
كنت أتمنى أن يكون كلام كابتن الأهلي محمد الشناوي صحيحا لأن هذا هو رأيي ، لا كهربا ولا إمام من نوعية اللاعبين الذين يجب ضمهم الى النادي الأهلي ، لكن بالطبع أخلاق ومباديء النادي الأهلي لا تسمح للشناوي أبدا أن يكتب أو يقول هذا الكلام علانية . أعرف أن جملة أخلاق النادي الأهلي ومبادئه تزعج الزملكوية الشامتين ، لكن هذه هي الحقيقة فالأهلي ليس المدينة الفاضلة لكن ما به من أخلاق ومباديء موروثة جعلته في مكانته الحالية إفريقيا وعالميا .
قبل أن نختم من حق الزملكوية أن يشمتوا في الأهلي ويثيروا النكات حول التجاوزات وما فعله إمام وقبله كهربا بل ويقوموا بفبركة أحداث لمحاولة صب الزيت على النار لأن الأهلي أخطأ في استخدام بضاعة أتلفها الهوى والغرور جاء بها من منبع التدليل !
أعود وأقول إن الأهلي ليس المدينة الفاضلة وبه الكثير من المشاكل ومسئوليه ليسوا أنبياء منزهين فهم يخطئون ويصيبون لكن نسبة الأخلاق والمباديء التي يحاول النادي الأهلي الالتزام بها هي ما تجعله الأكثر نجاحا وشهرة وتحقيق للبطولات ونسبة اللاعبين أصحاب الأخلاق والمباديء في الأهلي لا تقارن بالأندية الأخرى .
أطرح عليكم سؤالا واختبارا بسيطا هو أذكر خلال دقيقة واحدة خمسة لاعبين من النادي الأهلي تجد فيهم دماثة الخلق والقدوة للشباب ، وحاول أن تذكر نفس العدد من ناديين آخرين في نفس الدقيقة ؟
0 تعليق