أعلنت القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا اليوم السبت 21 ديسمبر 2024، عن تكليف أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة.
وجاء هذا القرار في وقت حساس، يعكس التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها البلاد في ظل الصراعات المستمرة، ويلقي الضوء على شخصية سياسية مثيرة للجدل، لا سيما في ظل ارتباطات الشيباني السابقة بمجموعات مسلحة وأدواره البارزة في الساحة السورية.
أسعد حسن الشيباني
أسعد حسن الشيباني هو من مواليد 1987 في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، نشأ في بيئة عائلية شهدت تغيرات عدة، حيث انتقل مع عائلته للعيش في العاصمة دمشق، وهناك أكمل تعليمه الجامعي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق، حيث تخرج عام 2009 في فرع اللغة الإنجليزية وآدابها.
وعلى الرغم من خلفيته الأكاديمية التي كانت تدور حول الأدب واللغات، إلا أن الشيباني اختار الانخراط في السياسة من خلال مشاركته في الثورة السورية التي انطلقت في عام 2011.
مشاركته في الثورة السورية
منذ بداية الثورة السورية، قرر أسعد حسن الشيباني الانضمام إلى صفوف المعارضين للنظام السوري، حيث شارك في تأسيس حكومة الإنقاذ السورية، كما أسس إدارة الشؤون السياسية، التي كان لها دور كبير في تنظيم الأنشطة السياسية والإدارية في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية.
وفي تلك المرحلة، بدأ الشيباني في بناء علاقات مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، حيث عمل على تسهيل الأنشطة الإنسانية في المناطق التي تأثرت جراء النزاع، خاصة في شمال غرب سوريا. هذه الأنشطة الإنسانية كانت جزءًا من رسالته في تخفيف المعاناة الإنسانية وجذب الدعم الدولي للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
مسيرته الأكاديمية والدراسية
وتأثر الشيباني، مثل الكثير من القادة السياسيين في المعارضة السورية، بالتعليم الدولي، فقد حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية من تركيا في عام 2022.
وجاءت هذه الدرجة الأكاديمية في وقت حاسم من مسيرته، حيث كانت تساعده في تعزيز موقفه السياسي على الساحة الدولية، بالإضافة إلى فهمه العميق لمجريات العلاقات الدولية والتحديات السياسية التي تواجهها سوريا.
الألقاب والهوية المتعددة
أسعد حسن الشيباني لا يُعرف في الأوساط السياسية والإعلامية باسمه الحقيقي فقط، بل أيضًا بالعديد من الألقاب التي استخدمها في فترات مختلفة من حياته السياسية، وأحد أشهر الألقاب التي كان يعرف بها هو “زيد العطار”، وهو اسم حركي استخدمه أثناء قيادته للإدارة السياسية التابعة لهيئة تحرير الشام (التي كانت تعرف سابقًا بجبهة النصرة).
كما استخدم أسماء أخرى مثل “حسام الشافعي” و”أبو عائشة”، هذه الألقاب تندرج تحت إطار الأسماء الحركية التي تعتمدها الشخصيات السياسية في السياقات العسكرية، حيث تتيح لهم التنقل والتعامل مع مختلف الأطراف في مناطق النزاع.
ومن الجدير بالذكر أن الشيباني كان أحد المؤسسين الرئيسيين لجبهة النصرة، إلى جانب أبو محمد الجولاني، حيث لعب دورًا كبيرًا في التنسيق بين الجبهة وداعش في مراحل مبكرة من الصراع السوري.
علاوة على ذلك، تولى الشيباني منصب المسؤول الإعلامي لمركزية جبهة النصرة، وكان مشرفًا على المراسلات بين الجولاني وأمراء الجماعات المسلحة الأخرى مثل تنظيم القاعدة.
هذه الخبرات الأمنية والعسكرية أثرت بشكل كبير على رؤيته السياسية، وجعلت منه شخصية محورية في تطورات النزاع السوري.
توليه حقيبة الخارجية في الحكومة المؤقتة
وفي خطوة مفاجئة، تم تكليف أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، ليخلف بذلك بسام الصباغ الذي شغل هذا المنصب في الحكومة السورية التابعة لبشار الأسد.
وجاء هذا التكليف في وقت يشهد فيه النظام السوري تطورات كبيرة في هيكل الحكومة المؤقتة، بعد عدة تعيينات في المناصب الحساسة مثل تعيين قائد الجبهة الشامية، عزام غريب، المعروف بلقب “أبو العز سراقب”، محافظًا لمحافظة حلب.
اقرأ أيضًا: محمود فتحي وأحمد الشرع.. لقاء يعكس تحولات خطيرة في المشهد السوري
0 تعليق