ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، يواجه مهمة صعبة نحو أي اتفاق سلام.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من امتلاك الجنرال المتقاعد كيلوج خطة لإنهاء الحرب، لكن الرئيس ترامب هو من سيسيطر على المفاوضات.
وفي حين سلّم الرئيس ترامب كيلوج مهمة إنهاء الحرب الأوكرانية في مئة يوم، لا يعتقد أحد تقريبًا أنه قادر على القيام بذلك، خاصة الروس.
وبحسب الصحيفة، تُشير المصادر إلى أن دور كيلوج كمبعوث خاص إلى أوكرانيا، الذي يأتي وسط موجة من مثل هذه التعيينات، مناورة افتتاحية في محادثات السلام التي يعتزم ترامب السيطرة عليها بنفسه.
كما أن إبرام الصفقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون أصعب بكثير مما وعد به ترامب خلال حملته الانتخابية، عندما قال إنه سينهي الصراع قبل توليه منصبه.
وبالتزامن مع حفل تنصيب ترامب، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "ليس في عجلة من أمره لتسوية الحرب في أوكرانيا".
وأضاف أن "هدف أي محادثات مقبلة لا ينبغي أن يكون هدنة قصيرة، ولا نوعًا من الراحة لإعادة تجميع القوات وإعادة التسلح بهدف استمرار الصراع لاحقًا، بل سلامًا طويل الأمد يقوم على احترام المصالح المشروعة".
وأشارت الصحيفة إلى أن كيلوج، بصفته مبعوث ترامب لأوكرانيا، سيقدم المشورة له بشأن المفاوضات، لكن ليس من الواضح ما إذا كان ترامب يسعى للحصول على الكثير من النصائح.
وقال جون بولتون، الذي اشتبك مع ترامب في أثناء عمله مستشارا للأمن القومي في البيت الأبيض عامي 2018 و2019، ويُعد أحد الذين سُحب منهم تصريح الحماية السرية، بالأمس، إنه سمع ذات مرة ترامب يقول إنه يحب كيلوج لأنه "لا يقدم رأيه أبدًا إلا إذا طلبت ذلك".
يُعد كيلوج، وهو من قدامى المحاربين الحاصلين على أوسمة من حقبة فيتنام، وترقّى ليصبح برتبة فريق في الجيش، داعمًا علنيًا في الآونة الأخيرة لفكرة أن أوكرانيا يمكن أن تحقق مكاسب في ساحة المعركة ضد روسيا بمساعدة الولايات المتحدة.
وأشاد بقرار إدارة بايدن إعطاء المزيد من الأسلحة الفعالة لأوكرانيا، قائلًا إن ذلك يمنح ترامب نفوذًا في المحادثات المقبلة، واقترح استخدام المزيد من الأسلحة لأوكرانيا كهراوة لحمل موسكو على التفاوض.
"كيمياء ترامب وبوتين"
لم تبدِ روسيا أي اهتمام بالتعامل مع كيلوج. واقترح الكرملين أن الكيمياء بين ترامب وبوتين يمكن أن تؤدي إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب، محذرًا في الوقت نفسه أيضا من أن ترامب قد يقع تحت سحر الدولة العميقة المروعة في أمريكا، التي تم انتخابه بموجب وعد باقتلاعها.
في السياق، وصف سيث جونز، عالم السياسة وخبير الدفاع في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، كيلوج بأنه مفكر جاد يهدف وجوده في فلك ترامب إلى إعطاء ثقل لعملية صنع القرار في البيت الأبيض بشأن أوكرانيا؛ لكن هجمات الكرملين الشخصية على كيلوج وخطته لا تبشر بالخير لأي اتفاق.
وأضاف جونز: "المفاوضات لم تبدأ بعد، وهم يلاحقون بالفعل الأمريكي الرئيسي المسؤول في هذا الشأن، ما يجعل الأمر غير مبشر بالنجاح بالنسبة للمفاوضات أو حتى لوقف إطلاق النار".
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن ترامب وبوتين نفيا التحدث شخصيًا مع بعضهما بعضًا لعدة أشهر، لكنهما وعدا بالقيام بذلك قريبًا.
0 تعليق