يبحث الاتحاد الأوروبي عن سبل لتسهيل امتثال صادرات الغاز الأمريكية لقواعد انبعاثات الميثان، في محاولة لتجنب مواجهة تجارية محتملة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما نقلته منصة "إنفيستيج".
وتعمل المفوضية الأوروبية حاليًا على فتح قنوات تفاوض تجاري مع واشنطن، في محاولة لمنع فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة. وتشير التوقعات إلى أن ملف الطاقة، لا سيما الغاز الطبيعي المسال، سيكون محورًا محوريًا في صفقة تجارية أوسع بين الجانبين.
ترامب يضغط.. وأوربا تستجيب
دعا الرئيس الأمريكي مرارًا الاتحاد الأوروبي إلى زيادة مشترياته من النفط والغاز الأمريكيين، للمساهمة في تقليص الفائض التجاري مع الولايات المتحدة.
من جانبها، صرحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بأن الاتحاد الأوروبي يدرس بالفعل تعزيز وارداته من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، في إطار خطته لإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي بحلول عام 2027.
اقرأ أيضاً: روسيا توقف تسليم الغاز الطبيعي إلى النمسا بشكل مفاجئ
مرونة أوروبية في ملف الميثان
في سياق الجهود لتقريب وجهات النظر، تبحث المفوضية الأوروبية إمكانية تخفيف تطبيق قواعد انبعاثات الميثان عند استيراد الغاز من الولايات المتحدة. وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل امتثال المنتجين الأمريكيين، لا سيما مع الطبيعة التقنية المعقدة لتتبع مصادر الانبعاثات في قطاع الغاز الأمريكي المجزأ.
ويرى مراقبون أن الاتحاد الأوروبي يحاول الحفاظ على مصداقية قانونه البيئي من دون استعداء واشنطن، وذلك عبر قبول ما يسمى بـ"قواعد ميثان مكافئة" تتماشى مع معايير الاتحاد.
اقرأ أيضاً: التاسعة عالميًا.. المملكة تحقق زيادات مطردة في إنتاج الغاز الطبيعي
خطة ترامب تزيد التعقيد
لكن الأمور مرشحة لمزيد من التعقيد، بعد إعلان إدارة ترامب نيتها إلغاء القواعد المحلية التي تلزم شركات الطاقة بالإبلاغ عن انبعاثات الميثان. ويُعد غاز الميثان ثاني أقوى غاز دفيء بعد ثاني أكسيد الكربون، ما يضع الاتحاد الأوروبي في موقف صعب عند تبرير استيراد الغاز من منتجين غير ملتزمين بالقواعد المناخية.
وابتداءً من هذا العام، بدأ الاتحاد الأوروبي في تطبيق قانون يفرض على مستوردي النفط والغاز الإبلاغ عن انبعاثات الميثان المرتبطة بالواردات.
هل يستفيد الغاز الأمريكي؟
رغم المخاوف، قد يمنح قانون الميثان الجديد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي ميزة تنافسية مقارنة بالإمدادات القادمة من روسيا أو الجزائر، خاصة إذا تم التوافق على قواعد مرنة تتيح استمرار التصدير دون مخالفة القوانين البيئية الأوروبية.
مع ذلك، يحذر المصدرون الأمريكيون من صعوبة الالتزام بالقانون تقنيًا، مشيرين إلى أن شحنة واحدة من الغاز المسال غالبًا ما تأتي من مصادر متعددة، مما يصعّب تتبع الانبعاثات بدقة.
عقود جديدة مشروطة بدءًا من 2027
اعتبارًا من عام 2027، سيفرض الاتحاد الأوروبي على جميع الموردين الالتزام الكامل بقواعد الميثان كشرط أساسي لتوقيع عقود توريد جديدة، ما يضع ضغوطًا إضافية على المصدرين الأمريكيين.
في هذا السياق، عقدت المفوضية الأوروبية اجتماعًا عبر الإنترنت الشهر الماضي مع عدد من شركات الغاز الأمريكية لمناقشة المخاوف المتعلقة بالقانون ومحاولة التوصل إلى آلية تنفيذ مرنة.
الولايات المتحدة.. أكبر مورد للغاز لأوروبا
تشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة أصبحت بالفعل أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، حيث زادت من حجم الشحنات مع سعي أوروبا لتعويض نقص الغاز الروسي. فقد بلغت حصة الولايات المتحدة نحو 45% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال في العام الماضي، ما يعادل 16.5% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز.
0 تعليق