يحافظ الذهب على مكانته الراسخة كأصل آمن في ظل تصاعد المخاوف بشأن مستقبل السندات الأمريكية وضعف الدولار، وفق ما أفادت صحيفة "كوريا إيكونوميك دايلي"، وسط تقلبات سياسية واقتصادية متسارعة قد تدفع بالمعدن النفيس إلى مستويات تاريخية جديدة.

ماذا حدث لأسعار الذهب خلال أبريل؟

في السابع عشر من أبريل، ارتفعت عقود الذهب الآجلة تسليم يونيو في بورصة نيويورك التجارية بنسبة 0.39% لتسجل 3341.3 دولارًا للأونصة.

وكان الذهب قد انخفض في السابع من الشهر ذاته إلى ما دون مستوى 3000 دولار، قبل أن يعاود الارتفاع بنسبة 12.3%، مسجلًا أعلى مستوى له على الإطلاق، مدفوعًا بقلق المستثمرين عقب إعلان الولايات المتحدة عن رفع الرسوم الجمركية على الصين من 125% إلى 245%.

الذهب والحرب التجارية

في حال تفاقم النزاع التجاري وتحوله إلى حرب تجارية شاملة، يتوقع خبراء أن ترتفع القيمة الاستثمارية للذهب مقارنةً بالدولار والسندات الأمريكية، نظرًا لطبيعته كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً جيداً حتى الآن رغم ارتفاع أسعاره؟

وقال "تشوي يي تشان"، الباحث في شركة "سانج سانج إن" للأوراق المالية: "الذهب يُعد أصلًا إيجابيًا في جميع السيناريوهات، سواء خلال فترات الركود أو التضخم". وأضاف: "مع تخفيض الصين لحيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية وزيادة مشترياتها من الذهب، تصبح استراتيجية الشراء عند التراجع إلى ما دون 3000 دولار مجدية جدًا".

توقعات الأسعار حتى نهاية 2025

رغم أن أي انفراج محتمل في العلاقات التجارية مع الصين قد يؤدي إلى تراجع مؤقت في أسعار الذهب، فإن شركات الأوراق المالية تتوقع أن يصل السعر إلى 3600 دولار للأونصة قبل نهاية العام، ما يعكس استمرار الطلب القوي والاضطرابات الاقتصادية العالمية.
اقرأ أيضاً: بعد الارتفاع الصاروخي.. تراجع محدود في أسعار الذهب

تعقيد الموقف بسبب سياسات ترامب

يُسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي بتصريحاته حول الرسوم الجمركية، حيث أكد أنه لا يعتزم تعليقها في الوقت الراهن، رغم إشارته إلى استعداده لخوض محادثات مع الصين واليابان ودول أخرى حول تخفيف هذه السياسات، مما يزيد من حالة الترقب في الأسواق.

تطورات أسعار الذهب مؤخرًا

ارتفع سعر الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.8% ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي عند 3357 دولارًا للأونصة، قبل أن يغلق تداولات الأسبوع عند 3327 دولارًا، بعد أن بدأ التداول عند 3222 دولارًا.

وسجل الذهب ارتفاعًا للأسبوع الثاني على التوالي، ليبلغ إجمالي مكاسبه منذ بداية عام 2025 نحو 26.8%، بدعم من الطلب القوي من البنوك المركزية والمستثمرين الكبار في الأسواق العالمية.