الجمعة الماضي كان المشهد مهيبا فى 4 شارع عبد الخالق ثروت. ما يزيد على ستة آلاف صحفي تدفقوا منذ الصباح الباكر للتسجيل فى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، قبل إعلان اكتمال النصاب القانوني إيذانا ببدء أعمال الجمعية العمومية، والموافقة على التوصيات وبدء عملية التصويت، حيث شهدت اللجان ازدحاما شديدا وامتدت طوابير الانتظار لأكثر من ساعة قبل أن يدلي الزملاء بأصواتهم، وكانت هناك مبادرات من البعض لمساعدة الزملاء من كبار السن وتعريفهم بلجانهم الانتخابية، وتقديمهم على المنتظرين فى الطابور.
لجنتي الانتخابية عادة ما ألمس فيها مروءة من الزملاء، فعدد الصحفيات فى هذه اللجنة التى تبدأ بحروف الباء والتاء وتنتهي بحرف الجيم، محدود للغاية، ولذلك دائما ما نجد بين الصفوف من يطلب من الزميلات التقدم فى صف خاص بهن، وغالبا لا يوجد أكثر من ثلاث أو أربع زميلات، فلايطول وقت الانتظار الا لدقائق معدودة.
الانتخابات فرصة للقاء الأصدقاء والزملاء، ففى هذا اليوم يمتلئ السرادق بتجمعات من كل المؤسسات الصحفية، وعادة ما يغلب الحديث عن المهنة وأجواء المنافسة الانتخابية على هذه اللقاءات، التى تتخللها بالطبع أحاديث الذكريات عن مشوار المهنة والعمر، مصحوبة بضحكات تمتد بطول السرادق ومقاعده المصفوفة على الجانبين.
اللجنة المشرفة على الانتخابات برئاسة الزميل جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة وضعت خطة محكمة لسير العملية الانتخابية بتنظيم دقيق، شارك فى تنفيذها الجهاز الاداري وعمال الخدمات، وهو جهد لايستهان به وسط هذا التجمع الحاشد.
كان مقر نقابة الصحفيين ومدخل السرادق المقام أمامه قد شهد اصطفاف طوابيرطويلة على الجانبين لكل المرشحين سواء على مقعد النقيب او أعضاء المجلس لاستقبال أعضاء الجمعية العمومية منذ الساعات الأولى من بدء اليوم الانتخابي، وكانت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين، قد فتحت باب التسجيل بالحضور فى كشوف الجمعية العمومية فى دعوتها الخامسة فى العاشرة من صباح الجمعة، وذلك بعد تأجيلها 4 مرات سابقة لعدم اكتمال النصاب القانوني، حيث تزامن موعد انعقاد الجمعية العمومية فى الجمعة الأولى من شهر مارس، حسبما ينص قانون النقابة مع بداية شهر رمضان الفضيل، وهو مادفع المرشحين للتوافق على التأجيل حتى يوم الجمعة 2مايو.
هناك دروس يجب أن نلتفت إليها ويجب أن نستخلصها من طول فترة التأجيل، والتى خلقت حالة من الاستنفاربين مؤيدى المرشحين عامة وبين أنصار مرشحي منصب النقيب بصفة خاصة، فحدثت تجاوزات لفظية وتشكيك بل وتطاول عبر الصفحات الشخصية على الفيس بوك، وهى ظاهرة لم نعهدها من قبل، فنحن فى نهاية الامر زملاء وأبناء مهنة واحدة، وتجمعنا لقاءات متعددة ونتقاطع مع بعضنا فى مساحات واسعة، وبالتالي فالاختلاف فى الرأى يجب ألا يفسد للود قضية، من حق كل زميل اختيار مرشحه بناء على قناعاته الشخصية، فنحن أصحاب مهنة القلم ومرآة الرأى العام، ومهمتنا توصيل الحقائق لجمهور القراء، بدون كذب أو ادعاء.
انتهي"مولد"الانتخابات وفاز من فاز وخسر من خسر، واليوم هو يوم جديد يجب أن نطوى فيه صفحات الاختلاف ونقف جميعا خلف قضايانا المهنية والمعيشية التى لا تختلف ولا تنفصل بأى حال من الأحوال عن قضايا المجتمع، فالصحفيون أصبح قطاع لايستهان به منهم يعانون ضغوطا متنوعة أغلبها مادية، فلم تعد المؤسسات القومية مثلا تعطى نفس المزايا والرواتب التى كانت فى سنوات ماضية، وقس على هذا مؤسسات أخري خاصة.
ملف الصحافة والعاملين ببلاط صاحبة الجلالة هو ملف متخم بالقضايا، فلتكن اليوم بدايتنا نحو مزيد من الاهتمام بهذا الملف.. ويبقي دائما شعارنا: "عاشت وحدة الصحفيين".
0 تعليق