مع اقتراب نهاية العام، تبرز مدينة مراكش كإحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية للاحتفال برأس السنة، حيث تستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم بفضل عروضها المميزة، التي تجمع بين الأجواء الاحتفالية، الإقامة الفاخرة، والمطاعم الراقية.
المدينة الحمراء، التي سجلت حتى نهاية نونبر عبور أكثر من 10 ملايين مسافر عبر مطارها الدولي، تشهد طلبًا متزايدًا، مدفوعًا بانتعاش الرحلات الدولية وثراء برامجها السياحية.
وشهدت مراكش هذا العام زيادة بنسبة 71% في عدد السياح مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس انتعاشا قويا مدفوعا باستئناف الرحلات الجوية الدولية وتنظيم فعاليات ثقافية كبرى.
وتشير المعطيات إلى أن المدينة تعمل بجد لتقديم تجربة سياحية مميزة خلال موسم الأعياد، حيث توفر عروضا متنوعة تشمل السهرات الاحتفالية وخدمات المطاعم، بأسعار تتراوح بين 450 و3500 درهم، حسب مستوى الخدمات المقدمة.
أبرز معالم السياحة
وحسب المهتمين بالشأن السياحي، فإن مراكش تستفيد من إمكاناتها الفريدة في مجال الاتصال الجوي، حيث يشهد مطار مراكش المنارة توسعة كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح، ومن المتوقع أن تلعب هذه التوسعة دورا حاسما في استقبال الزوار المتوقعين لكأس العالم 2030.
في هذا السياق اعتبر خبير المجال السياحي الزوبير بوحوت، أن مراكش تعد من أبرز معالم السياحة المغربية، إذ تتفوق كوجهة مثالية للاحتفالات بنهاية السنة الميلادية، خاصة مع استقطابها مئات الٱلاف من الزوار سنويًا بحثًا عن تجربة فريدة من نوعها.
وأوضح المتحدث أن المدينة تجمع بين التقاليد العريقة والمناظر الطبيعية الخلابة، لتوفر أجواء ساحرة، مع أسواقها النابضة بالحياة، وفنادقها الراقية، كما أن مناخها المعتدل في فصل الشتاء يوفر فرصة للإبتعاد من قساوة الشتاء الأوروبي، مع الاستمتاع بعروض ثقافية ودواقية غنية.
وأشار بوحوت، إلى أن مراكش تتحول إلى مركز للاحتفالات وإقامة الليالي الفاخرة، مع تنظيم أنشطة موجهة للأطفال والكبار على حد سواء، كما تعد مراكش نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف مناظر جبال الأطلس العليا، والواحات، والبساتين، مما يجعلها وجهة لا غنى عنها خلال فترات الأعياد.
وحسب الخبير، فإن مراكش لا تقتصر على كونها وجهة مفضلة خلال فترات الأعياد فقط، بل تظل واحدة من الوجهات البارزة طوال العام، ففي عام 2024، سجلت المدينة أداء سياحيا استثنائيا، إذ يستقبل مطار مراكش-منارة أكثر من 10 ملايين مسافر.
وتحقق المدينة أكثر من 10 ملايين ليلة فندقية (12 مليونا بالنسبة لجهة مراكش آسفي)، كما تصل نسبة ملء غرف الفنادق إلى 72٪، مع أرقام ممتازة للنوادي الفندقية تصل إلى 90٪، و78٪ للفنادق 4 نجوم، و75٪ للفنادق 5 نجوم، و70٪ للفنادق الفاخرة.
قدرة اسيعابية كبيرة
وشدد المتحدث على أن مراكش تتمتع بموقع متميز كوجهة سياحية بارزة على مدار العام، بفضل مناخها المشمس، وقدرتها الاستيعابية الفائقة، وروابطها الجوية والبرية الممتازة إذ تمنح هذه المزايا الاستراتيجية لمنطقة مراكش-آسفي مكانة مرموقة في السياحة الوطنية، مما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات طلبا على الصعيد العالمي.
وسلط بوحوت الضوء على ما تتميز به المدينة من بنى تحتية مهمة، مشيرا إلى أن مطار مراكش-منارة، الذي يقع على بعد 6 كيلومترات فقط من وسط المدينة، يعد نقطة دخول استراتيجية للمسافرين الدوليين، ويحتوي المطار على محطتين ويضم مرافق حديثة تشمل متاجر ومطاعم وخدمات تأجير السيارات.
وأضاف قائلا: في عام 2020، تم افتتاح صالة لكبار الشخصيات بمساحة 3000 متر مربع، مما جذب الطيران الأعمال، وفي إطار استعدادات المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030، تقوم الدولة بعملية توسيع كبيرة لزيادة طاقته الاستيعابية من 9 ملايين مسافر في عام 2024 إلى 14.3 مليون مسافر بحلول عام 2030، مما يدعم التطور السياحي في مراكش.
وتابع: “عام 2024، شهدت حركة الطيران تقدماً ملحوظاً، حيث تم تسجيل 60,119 رحلة (+25.7%) و9,274,389 راكباً (+34.9%) مقارنة بعام 2023،حيث تظل الأسواق الرئيسية هي فرنسا، المملكة المتحدة، وإسبانيا. كما تمثل شركات طيران مثل رايان إير، إيزي جيت، ترانسافيا والخطوط الملكية المغربية 71% من الرحلات، مما يعكس أهمية هذه الشركات في خدمة هذه الوجهة”.
وأورد الخبير أن مراكش لا زالت تواصل ديناميكيتها الإيجابية مع زيادة بنسبة 9% في عدد الوافدين، حيث بلغ عدد الزوار 2,902,795 بنهاية نوفمبر 2024، كما ترافق هذه الزيادة، ارتفاع بنسبة 12% في عدد الليالي، ليصل الإجمالي إلى 9,295,401، مما يدل على مرونة الوجهة، المدعومة بجاذبية قوية من الأسواق الدولية وسياحة داخلية متينة.
عروض الإقامة
وشكل السياح الدوليون خلال السنة الجارية 72% من الوافدين، بزيادة 15% مقارنة بعام 2023، مدعومين بتطوير خطوط الطيران والعروض الإقامة، حيث أن فرنسا تصدرت الأسواق بـ23% من الوافدين و27% من الليالي، تليها المملكة المتحدة التي سجلت نمواً لافتاً بـ40% في عدد الوافدين، فيما واصلت إسبانيا وإيطاليا النمو المستمر، مما يعكس جاذبية مراكش كوجهة مفضلة للسياحة الدولية.
وخلص الخبير السياحي إلى أن مراكش تعد بوابة المغرب الشهيرة و نقطة انطلاق لاكتشاف جهة درعة تافيلالت، الكنز الحقيقي حيث تتلاقى الطبيعة والتاريخ والثقافة التي تأسر الزوار وتمكنهم من التعرف على اكتشاف أساليب الحياة التقليدية للسكان حيث تقدم كل وجهة بتنوعها الجغرافي والثقافي، تجربة فريدة، حيث تمتزج التاريخ والطبيعة والتقاليد لخلق مسار أصيل عبر المغرب.
جدير بالذكر أن معدل الإشغال الفندقي في مراكش بلغ 72% في عام 2024، مقارنة بـ67% في العام السابق، فيما تظهر الفئات الفندقية الكبرى نسب إشغال مميزة، حيث سجلت الفنادق الكبرى 90%، والفنادق ذات الأربع نجوم 78%، والخمس نجوم 75%.
0 تعليق